بوريينا روسا وأوليج ماوروماتي: رئيسة
السبت, 21.12.19, 20:00
السبت, 01.08.20
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800تستجيب الفنانة البلغارية بوريينا روسا في أعمالها لعمليات العولمة وانتقال بلدان ما بعد الشيوعية إلى الاقتصاد الرأسمالي. وقد تمكنت من استعادة قدرتها على التحكم في جسدها ووضع نفسها كامرأة على المحاور المتغيرة للجندر والسياسة والاقتصاد. تُعرف روسا نفسها على أنها امرأة متباينة الجنس ولها هوية جنسية حرة. إنها تعمل على خط التماس ما بين فن الأداء النسوي- الجندري وبين فعّالية حرية الجنس - وهو مجال بدأ يكتسب الزخم في بلغاريا وفي روسيا منذ منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.
تسعى روسا إلى تعزيز الوعي تجاه آليات القوة التي تؤسس الهرميات الجندرية وبناء سيناريوهات جندرية بديلة. أعمال الفنانة تسعى لتقويض المنظومة الخطية بين الأجناس وتتناول مسائل تذكيرية (نسب للذكور) واللا جنسية والجسد الميكانيكي، العنف الإرادي والجسد الضحية التالف. مشروع رئيسة (2011) تم بالتعاون مع زوجها أوليج ماوروماتي – فنان روسي يتناول مسألة الهشاشة الذاتية لجسمانيته.
الفيديو المعروض هنا مرتبط باغتيال الرئيس كينيدي - وهو الحدث المؤسس لعدد من الأساطير الأمريكية. يقف الرئيس الشاب الجذاب، الجميل، وهاوي النساء امام القاتل الوحيد المعادي للمجتمع باعتباره تمثيلًا للكفاح بين "الأخيار" ضد "الأشرار". عملية القتل العنيفة تعيد نفسها في تاريخ أمريكا وفي الثقافة الأمريكية الشعبية - في الأدب والسينما.
تنقلب هذه الأساطير في فيلم روسا وماوروماتي: حيث تظهر المرأة من الدولة البعد الشيوعية مكان البطل الأمريكي المُطلق. وفي جسدها تعايش هشاشته وفنائه. فمن خلال المعاناة فقط يستعيد لنفسه جسد المرأة المُنتهك والفاسد ظهوره الاجتماعي - السياسي. وبالتالي فإن الحدث المؤسس يحظى بتمثيل ساخر، بل وبرومانسية جنسية. يطرح السيناريو البديل التساؤلات التالية: إلى أي مدى تهيمن علينا آراء مسبقة بشأن الجنس اللائق للقادة؟ هل يجوز قيام مستقبل تكون فيه المرأة مثال للتفوق الجسدي والفكري والأخلاقي؟
هذا العمل الفنّي مناهض أيضًا لوسائل الإعلام التي تسلط الضوء على جوانب مختارة من الأحداث وتضع للجمهور معايير فاشلة لتحليل الواقع. تُعرض الرئيسة المقتولة هنا كشخصية ساكنة تستسلم للتحليلات الإعلامية. هذا العمل الإبداعي يجعلنا نتساءل: هل نفكر في البرنامج السياسي لتلك القلة من النساء اللائي يُشغلن مناصب رئيسية في السلطة؟ أم أننا قد اعتدنا على الاهتمام فقط بمظهر تلك النساء ولباسهن، إكسسواراتهن وجاذبيتهن الجنسية؟ وما العلاقة بين الصورة الإعلامية للشخصيات الجماهيرية وقدرتها الحقيقية على المبادرة إلى عمل سياسي؟
بوريينا روسا من مواليد صوفيا، بلغاريا، عام 1972؛ تعيش وتعمل في بلغاريا والولايات المتحدة
أوليج ماوروماتي من مواليد فولغوغراد، روسيا، عام 1965؛ يعيش ويعمل في بلغاريا والولايات المتحدة