إيزابيلا فلوبنيك: بيتش كرافت (حرفة الكلبة)

السبت, 21.12.19, 20:00

السبت, 01.08.20

:

سفيتلانا رينجولد

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

تتناول إيزابيلا فلوبنيك في معرضها مفاهيم الترويض والزجر ومصطلح "كلبة" (bitch) في السياق الثقافي. تحاول الفنانة استفزاز الأجواء المؤدبة بتصاوير طفلات لطيفات يتحولن إلى حيوانات مفترسة مُرعبة. وكأنها تسأل: هل هناك ميل لدى النساء اللاتي يبلغن المناصب المؤثرة لحفظ قساوة تقاليد القمع؟ كيف يبدو العالم الذي تكون فيه المرأة هي السيدة؟ وما مكانة الطبيعة في هذا العالم؟

فلوبنيك تقوم بتفكيك مغزى كلمة "بيتش" وترجمتها حرفياً للغة العربية هي "كلبة". وهي من أقدم صفات الإهانات التي تُقذف بها المرأة باللغة الإنجليزية. وقد صنفها أحد معاجم اللغة الإنجليزية المحكية منذ القرن الثامن عشر بصفتها "أكثر كُنية مهينة يمكن نعت المرأة الإنجليزية بها، بل هي مهينة أكثر من كلمة (عاهرة) (whore)". ويعود استخدام هذه الكلمة لأسلوب وصف ديانا، إلاهة الصيد في الأساطير الإغريقية، حيث كانت بصحبة كلاب أو اتخذت هي نفسها شكل حيوان. وفي محاولة لفرض الفكر المسيحي، استخدمت الكنيسة مصطلح "son of a bitch" خلال محاربتها العقائد الوثنية حين سيطرت على أوروبا الغربية. واستخدام هذه الكلمة ينم عن محاولة لاضطهاد النساء القويات والمقدسات وتشبيههن بالحيوانات الشبقة (الحالة التي تكون بها أنثى الحيوان مستعدة لمعاشرة الذكر).

ومن خلال تصاوير كلبات إلى جانب حيوانات شريرة أخرى تتطرق فلوبنيك إلى مسيرة الترويض التي تمر بها المرأة منذ ولادتها، حيث تحصرها المسيرة في بيتوتة خانقة ومُضطهِدة ويتم تصغير عالمها وتحقيره لدرجة عدمه نهائياً في حين تقوم المؤسسة التربوية بتكريس وتثبيت دونيتها. تسعى الفنانة لتقويض الأفكار الأبوية التي تربي المرأة من صغرها على لجم نفسها والتصرف بطريقة "لائقة"، وهذه التربية تجعلها مسلوبة الصوت وتربيها على كبت غضبها الداخلي.

ولعلنا نتطرق في هذا السياق إلى الممارسات العقابية بحق النساء اللاتي تم تصنيفهن ناشزاتن وهي الممارسات التي كانت شائعة في أوروبا منذ القرن السادس عشر. ومن جملتها تم إجبارهن على ارتداء "لجام النشاز" – وهو أشبه بلجام حديدي كانت تلبسه النساء على رؤوسهن ويشبه لجام الكلاب. وكان هذا عقاباً علنياً على الأغلب، وطريقة لتحقير المرأة وردع غيرها من النساء. حيث كانت المرأة الناشز تُعتبر امرأة لديها قدرات آثمة ينبغي لجمها، لأنها قوى بهيمية، غامضة، مُغرية وتهدد النظام العام. كان العقاب واحداً من الطرق التي تم اللجوء إليها لترويض جسد المرأة بهدف تأسيس ما يُسمى "الأنوثة اللائقة".

يثير معرض فلوبنيك تساؤلات بالنسبة للعلاقة بين المرأة والشراسة. كما يزعم التيار النسوي المادي، فينبغي على النساء معارضة القوة السياسية-الاقتصادية التي يتمتع بها الرجال. ومثلما لا يكون هناك عبيد بدون أسياد، فبالمثل عندما يختفي "الرجل" فحتماً سيتلاشى معه المصطلح المصاحب له والأدنى منه، ألا وهو "المرأة". وبالنسبة للسياق الإسرائيلي فإن الفنانة فلوبنيك تضع مصطلح "كلبة" مقابل مصطلح "لست مُغفلة" وتحاول أن تتصور كيف يبدو العالم حين تكون النساء غير مُغفلات؟

 

إيزابيلا فلوبنيك من مواليد القدس عام 1995 وتعيش وتعمل في تل أبيب

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك