نداء أفريقيا: إعادة كشف المجموعة الأفريقيّة

تزخر القارّة الأفريقيّة بثقافات متعدّدة، ولكلّ منها بنيتُها الاجتماعيّة، وعلم الكونيّات، والأساطير، والأساليب الفنّيّة الخاصّة بها. اليوم، يُعرّف معظم سكّان أفريقيا جنوبيّ الصحراء الكبرى أنفسهم على أنّهم مسيحيّون أو مسلمون. مع ذلك، فقد حافظوا على معتقدات روحانيّة قديمة العهد، وهي تتجلّى في طقوس واحتفالات لا تزال تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من هويّتهم الاجتماعيّة. الروحانيّة هي الإيمان بأنّ كلّ الأشياء التي في الكون تسكنها أرواح يمكن تسخيرها لخير البشريّة، ويجب استرضاؤها من خلال ممارسات وطقوس منضبطة. وسواءً أكانت القطع المعروضة هنا عبارة عن قناع، أو شخصيّة محفورة، أو منسوجة، أو عظم، فيُعتقد أنّها جميعًا تمتلك قوّة الحياة. هذه القطع أبعد من أن تكون مجرّد قطع فنّيّة، فهي قادرة على تغيير الواقع أو عكسه. وفي ظلّ غياب لغة مكتوبة، فإنّ هذه القطع تتحدّث من خلال صور وألوان وأشكال مجازية تحكي قصّة، أو تستدعي تدخّل الأسلاف، أو تُعلّم المجتمع المعايير والقيم الاجتماعيّة المقبولة.

ظلّت مجموعة المتحف التي تضمّ نحو 1,000 قطعة إثنوغرافيّة من أفريقيا مخفيّة عن أنظار الجمهور لمدّة ثلاثين عامًا. تبرّع بقطع المجموعة هذه جامعون شغوفون ومتبرّعون مخلصون من أنحاء العالم، والذين بحثوا بعمق وبلا كلل ثقافات ومناطق في أنحاء أفريقيا. عُرضت هذه الأعمال سابقًا في متحف حيفا للإثنولوجيا، الذي تأسّس في أوائل خمسينات القرن العشرين وكان يقع في شارع أرلوزوروف حتّى عام 1995. من خلال إعادة كشف هذه الأعمال، فإنّ المعرض "نداء أفريقيا" يدعو روّاده إلى الغوص في ثقافات أفريقيا المتنوّعة والنابضة بالحياة.

دوريت شفير
أمينة المعرض