ليهي طلمور: من الظلمة

التفاصيل، الأنسجة المختلفة، بزوغ الضوء أو اختفاؤه، ما يبرزه الضوء وما يختفي وراء الظلال: في أعمال ليهي طلمور لكلّ تفصيل معنى ولكلّ فعل غاية. تنشغل أعمالها بالبحث عن شيء فُقِد، لكنّه ترك آثاره في المكان، رغم تقلّبات الزمن.

يلخّص المعرض أعمال ليهي طلمور على مدى العقدين الأخيرين، ويظهر قدرات إبداعيّة وابتكاريّة غير عاديّة في تقنيّات الطبع المعروفة. يتيح الطبع لطلمور متابعة ما غاب واستحضاره مجدّدًا، مع كشف المشاعر والمعاني المرتبطة به. غالبًا ما تبدأ أعمالها بصورة فوتوغرافيّة لمكان ما، انطلاقًا من الرغبة في تقصّي التاريخ – الزمن الذي مضى، قصّة تركت بصماتها على مكان ما. ثمّ تأخذ طلمور الصورة وتقشّر منها طبقات، تحذف وتضيف عناصر، تبتر وتربط، حتّى تبتعد الصورة النهائيّة عن الصور التي وُلدت منها، وتخلق مكانًا آخر، مكانًا خياليًّا، نتاج أسئلة ورغبات ومشاعر.

تتيح الحرّيّة المتأصّلة في سيرورة العمل على المطبوعة خربطة النظام المألوف – تحويل المُوثَّق إلى مُتخيَّل وخلق توتّر بين إعادة الإنشاء والاختلاق، بين الذاكرة والابتداع. ومن خلال ذلك تنجح طلمور في إلقاء الضوء على فصول مظلمة في ماضي مكان ما، وكشف حقائق وأسرار مستترة تحت السطح، ومناقشة التوتّرات العضويّة بين التاريخ، الإنسان والمكان.

ليهي طلمور
من مواليد 1944، تل أبيب؛ تعيش في كيبوتس أدميت (نزحت إلى عكّا منذ تشرين الأوّل 2023)

أمينة المعرض: شاحر دورون