في إنتاج أعمالها تسلك هدار سايفان كجنديّة: تراقب طائرات، تفتح محاور، تقوم بدوريّات حول بلدات تمّ إخلاؤها وتُصوِّب بكاميرتها. أدّى اجتياح إسرائيل في تشرين الأوّل 2023 إلى توضيح دور المواطنين في حماية بيتهم – المواطنين الذين شعروا بأنّ الدولة تخلّت عنهم، واختاروا أن يملأوا هم أنفسهم الفراغ الذي خلّفته المؤسّسات الرسميّة.
يتكوّن عمل الفيديو الرئيسيّ في المعرض، حالة تأهُّب، من صور تمّ التقاطها، في الفترة ما بين كانون الثاني 2021 وأيّار 2023، حول منزل سايفان على خطّ المواجهة في الشمال. إنّها في حالة يقظة دائمة كمراقِبة، تتربّص بالطائرات التي تحلّق في سماء الجليل، تتابعها وتحاول أن تلتقط بكاميرتها الأجسام التي تطير بسرعة أمام منزلها. منطقة تدريبات الجيش الإسرائيليّ تقع بمحاذاة خطّ البلدة المدنيّة، ويصل الوجود العسكريّ إلى عتبة منزلها الخاصّ، ما يشوّش الهدوء ويذكّر بالسوء المتربّص في الشمال. السماء الصافية تمتلئ بالطائرات بوتيرة متزايدة، وضجيج المحرّكات يشقّ الصمت، وسحب الغبار تتكاثف فوف المناظر الطبيعيّة الساكنة في شمال البلاد. يرتسم الجليل الغربيّ في عمل سايفان كمكان خالٍ من البشر، يعجّ بنشاط عسكريّ يقظ على خلفيّة مناظر طبيعيّة خلّابة.
إنّ الجاهزيّة العسكريّة الحاضرة إلى حدّ كبير في عمل سايفان خيّبت الآمال في السابع من تشرين الأوّل، فحينها تمّ إخلاء جميع البلدات القائمة فيه. لغرض تنفيذ الأعمال المعروضة في المعرض المجاور، والتي تمّ إنشاؤها جميعًا بعد تشرين الأوّل 2023، قامت سايفان بدوريّات حول البلدات الشماليّة (التي تمّ إخلاؤها والتي لم يتمّ إخلاؤها)، والتي تركت لتستوعب إطلاق النار في خطّ المواجهة، مدفوعةً بالحبّ والقلق. في الجليل والحدود الشماليّة التي تظهر في أعمالها يتمازج الخوف مع الجمال، والقلق المستمرّ من حرب وشيكة مع التشبّث بالحياة.
هدار سايفان
من مواليد 1985، كيبوتس دافنا؛ تعيش في خطّ المواجهة
الأعمال بلطفٍ من الفنّانة
08.02.25 | 12:00 ندعوكم لجولة إرشادية للجمهور العام باللغة العربية في, |