تستند أعمال عوديد هيرش إلى سيناريوهات مفصّلة لمواقف عبثيّة. إنّه يخترع تحدّيات وحالات خلل تحتاج إلى حلّ، ويوفّر السيناريو الكامل لكيفيّة حلّها. في الغالب، لا يقلّ الحلّ عبثيّةً عن التحدّي نفسه، وتترك الأعمال تساؤلًا حول الجدوى من ضرورة هذه الخطوات: لماذا يجب إخراج تراكتور مدفون في الأرض، ثمّ رفعه إلى أعلى وقيادته إلى فضاء المتحف؟
في ظلّ غياب أجوبة أخرى، فإنّ السبب الرئيسيّ هو حقيقة الفعل نفسه. في صميم عمل هيرش في التصوير، الفيديو والنحت، دائمًا ما يكون هناك رجال عاملون ونساء عاملات: يسحبون، يحفرون، يلوّحون ويعرقون. صحيحٌ أنّ التحدّي سخيف والحلّ أخرق – لكنّ نشاط المشاركين حقيقيّ تمامًا، ويتميّز بالعمل اليدويّ بمساعدة وسائل تكنولوجيّة أساسيّة وقديمة عفا عليها الزمن. تتمكّن مجموعات الرجال والنساء التي يجمعها هيرش من مواجهة التحدّيات الصعبة التي يضعها. كلّ عضو وعضوة في المجموعة له دور واضح، وهم يندمجون معًا مشكِّلين آلة هائلة قادرة على تحقيق المستحيل.
لا يخترع هيرش العجلة، إنّما يتحقّق فقط ممّا إذا كانت لا تزال عمليّة. إنّه يتطرّق إلى بعض المبادئ التأصيليّة للروح الصهيونيّة – بما في ذلك العمل اليدويّ، التجمّع حول هدف مشترك وإلغاء الذات لصالح العامّ – ويبحث مدى ملاءمتها في إسرائيل اليوم. كما يعكس التركيز على العلاقات بين الآباء والأبناء العلاقة بين جيل الدولة والجيل الذي بعده. تدور العجلة، وجميلو الناصية والصفات أصبحوا صُلعًا وسمنت كروشهم، وأبناؤهم وأحفادهم "يخترعون" العجلة القديمة ذاتها، التي تلفّ وتدور بلا هدف.
عوديد هيرش
من مواليد 1976، كيبوتس أفيكيم
يعيش في حيفا وبيت هيلل