غرفة فنّان: رؤوفين بيرمان كاديم

"يحدث فنّي في نطاق آخر؛ إنّه ينتمي أكثر إلى نوع من التأمّل، الشعور بالنظام، بالاتّحاد مع الطبيعة والكون. في الإمكان الحديث عنه بمفاهيم إنشاء رسوم بيانيّة، ظواهر جهازيّة أو كتابة تفسير رياضيّ، لكنّ هذا ليس تعليلًا وافيًا، لأنّه يمنح تجربة روحيّة أيضًا".

- رؤوفين بيرمان كاديم، فنّ هندسيّ: النظام الخفيّ للطبيعة (كتاب-فنّان، 2010).

رؤوفين بيرمان كاديم هو فنّان مميَّز في فضائنا، حيث يجمع إبداعه بين هياكل معرفيّة من مجالات العلم، الثيولوجيا والفنّ. منذ الستّينات، طوّر بيرمان بشكل مكثّف تعبيرات التجريد الهندسيّ وتقصّى، بعمق، التجلّيات المحتملة للشكل الهندسيّ. على خلاف التجريد السائد في الفنّ الإسرائيليّ، والذي غالبًا ما يتشبّث بالتأمّل المباشر لشيء ما أو لمنظر طبيعيّ ما، فإنّ عمله يُعنى بالنظام الهندسيّ المُنقّى من أيّ اتّصال بالواقع البادي للعيان، ويتحقّق وفقًا لقوانينه الداخليّة. مع ذلك، فإنّ الغرض منه ليس التقصّي الشكلانيّ بحدّ ذاته، وإنّما السموُّ إلى بُعْد روحيّ سامٍ من خلال الشكل الهندسيّ.

      يتمحور المعرض بشكل أساسي حول الأعمال التي بحث فيها بيرمان كاديم في تصميم المعابد والمواقع القديمة في حوض البحر الأبيض المتوسّط. من مخطّطات أرض نموذجية لمبانٍ ومواقع أثرية مختارة، ابتكر أشياء ملوّنة، أشبه بنماذج ثلاثيّة الأبعاد.

     تمّ تنسيق الألوان في أعمال بيرمان كاديم حول اثنين من الألوان التكميليّة، هما البرتقاليّ والأزرق. على أساس هذا المحور، ومع إضافة التباين الحادّ للضوء (الأبيض) والظلّ (الأسود)، يتشكّل في أعماله شريط الألوان السائد في المناظر الطبيعيّة وفي الفنّ المعماريّ المحلّيّ. إنّ الجمع بين الشكل واللون يخلق انسجامًا وكمالًا جماليًّا يوقظ في المشاهِد التأمّل الروحيّ.