"لاجئو الضوء"

نجم المعرض هو "فارس الظلام" في مملكة الحيوان: الخفاش. إنه حيوان ثديي طائر يُنظر إليه على أنه مخلوق مظلم ومخيف بسبب مظهره وحياته الليلية. في الأشهر الأخيرة، حيث حرصنا نحن البشر على البقاء في البيت قدر الإمكان، بدأنا في الاهتمام بالملكية التي تمتلكها الحيوانات في مساحات المعيشة لدينا. في الليل، عندما لا نكون هناك، يمكنهم فعلًا القيام بما يحلو لهم دون خوف من مقابلتنا ودون الخوف من أن نكشف أسرارهم.

يقدم هذا المعرض سلسلة جديدة من الصور الفوتوغرافية ليوفال حين - مصور صحفي وفنان. يفحص مشروع التصوير الفوتوغرافي هذا، مثل مشاريع يوفال الأخرى، الإنسان أمام بيئته - علاقته المتناقضة معها، والمُتنقلة بين موقف أناني من الاستغلال والدمار والرغبة في استكشافها والحفاظ عليها. في السنوات الأخيرة تم الكشف عن الفوائد البيئية للخفافيش: فهي تنشر بذور الزهور والأشجار، وبالتالي تخلق غابات كبيرة جديدة. كما أن لديهم قدرة المبيدات الطبيعية حيث تخفف من الآفات وتنقذ النباتات وتساهم في الانتاج الزراعي.

تم إنشاء هذه السلسلة من الصور في ظل وباء فيروس الكورونا، حيث تم إلقاء اللوم على الخفاش في تفشيه. وهي تتيح لنا النظر مباشرة في علاقتنا مع العالم الطبيعي وتسمح لنا بالنظر إلى هذا العالم من عدة زوايا مختلفة. السلسلة، التي تعكس وضعًا وجوديًا معقدًا في حياتنا، تدفعنا لإجراء حساب للذات، للتعرف على العالم الأوسع والاعتزاز به، والذي نتشاركه مع المخلوقات الأخرى. حاول الفنان في صور السلسلة أن يعكس الشعور بالقلق الذي يصاحب الوباء، بحيث تتميز بالنووية والشعور بالقذارة والاضطراب. وبالتالي فإن الأعمال تقوض مفهوم الوقت وترمز إلى "الواقع الخارق" دون وصف لحظة محددة وواضحة.