ايريس كانسميل: اليوتوبيا الجديدة تبدأ هنا 2#
السبت, 21.12.19, 20:00
السبت, 01.08.20
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800معرض ايريس كانسميل هو جزءً من مشروع مثّل هولندا عام 2019 في معرض بيناله الفنون في فينيسيا. تُعتبر البيانيله من عدة نواح ساحة مهمة لتحديد موقع الفن في سياق مفاهيم المواطنة والقومية. الإنشائية التي عرضتها هناك، وعنوانها أبعاد الحضور، تم إنجازه بالتعاون مع رامي يونغرمان، ودعت إلى تطوير نهج بديل وعابر للأوطان، وذلك انطلاقاً من القناعة بأننا نعيش حالة مستديمة من التدفق والتغيير.
العديد من المشاريع الفنية التي أبدعتها كانسميل على جداريات تصف شخصيات تاريخية، تمشيا مع نموذج الرسم التاريخي. الإنجليزي جوشواع رينولدز، الذي حدد معالم هذا النموذج يعتبره بمثابة "الشكل الفني الأكثر أهمية"، حيث يأتي لعكس المفهوم التجريدي والقيم السامية بدلاً من عرض الإنسان العادي. تصف كانسميل الدراسة التي تستند إلى جمع تصويرات من مصادر مختلفة، كجزء لا يتجزأ من خطوتها الفنية: "في مرحلة ما تعود إلى مخيلتي هذه الصورة أو تلك، وعندها أبحث عنها وأنتج منها رسمة".
بطلة المشروع الرئيسية هي أودري لورد (1934-1992) – وهي أديبة وشاعرة وناشطة اجتماعية امريكية من منطقة جزر الكاريبي وكانت مثلية الجنس ومن نصيرات الحركة النسويّة. في إطار وفي سياق "النسوية السوداء" التي طورتها انتقدت النسويات الليبراليات اللاتي برزن في الستينيات لتركيزهن بسبب انحصار تفكيرهن ونشاطهن في أوساط النساء البيضاوات من الطبقة المتوسطة. في مقالها بعنوان "أدوات السيد أبداً لن تفكك منزل السيد" (1984)، تناولت لورد العنصرية داخل الحركة النسوية ودعت إلى التركيز على التباين بين المجموعات النسائية واختلاف الفرد كوسيلة لاكتساب القوة التي ستؤدي إلى تفكيك "منزل السيد". لا حرية ولا مستقبل بدون مجتمع – إنما هناك مجرد هدنة مؤقتة بين المرأة وبين قامعها.
تؤكد كانسميل على أن "تصاوير تحرير السود هي تصاوير قوية بنظرها. فكوني امرأة سوداء هو امر مشحون بالنسبة لي. فحين أتأمل بنفسي كامرأة سوداء فإنني أفكر في التحرر. التحرير هو جزء من تاريخي الشخصي. إنه تاريخ جميل ينطوي على جوانب رهيبة، وتاريخ يُسحرني". وتستند لوحاتها على تناقض الأسود والأبيض. وعلى حد تعبيرها "لا أريد أن تشتت الألوان انتباهي، لأن الألوان كما هي مرتبطة ببعضها البعض على شكل معايشة تجربة شخصية".
أعمال كانسميل راسخة في الخطاب النسوي بعد الاستعماري، الذي يدعي بأن الحركة النسائية قادرة أيضاً أن تتحول إلى خطوة إمبريالية إذا عملت فقط على دفع مصالح النساء "المُميزات". نسوية ما بعد الاستعمار تنادي إلى إجراء دراسة شاملة للعالم الثالث ولحركات المعارضة الأفريقية الأمريكية في الستينيات والسبعينيات. انعدام البياض جمع نساء من أعراق مختلفة في طبقة سياسية واحدة من النساء "السوداوات" تقف في مواجهة الهيمنة البيضاء. في مجال دراساة الثقافة الإفريقية الأمريكية تم إيجاد مصطلح "إعادة ترميز السواد" (recoding blackness). تنضم كانسميل إلى مجموعة من نصيرات الفكر النسوي من "غير البيض"، ممن يعرفن هويتهن على أساس الجروح التي عايشنها. فمن وجهة نظرهن ليس هناك فكر نسوي واحدة فقط مثلما لا توجد أبوية واحدة.
ولدت إيريس كانسميل في هولندا عام 1970؛ تعيش وتعمل في أمستردام، هولندا