رونا يافمان مع تانيا شليندر: لا عنف أبداً
السبت, 21.12.19, 20:00
السبت, 01.08.20
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800الفنانة متعددة المجالات رونا يافمان تكثر من تعاملها بمواضيع الجندرية والصور النسائية. يشمل عملها الإبداعي تعاون طويل الأمد مع شخصيات ثورية التي تفرض بطريقتها الخاصة الصور العبثية والأيقونات التي يتميز بها عصرنا. يحظى التصوير في مجمل أعمالها باهتمام خاص. على حد تعبيرها فإن الكاميرا تتيح للأمور أن تحدث وأن تجد الحرية والحماسة وان تبحث في أنواع مختلفة من الحياة والوجود.
منذ طفولتها تخيلت يافمان بطلة الأطفال الكلاسيكية بيلبي ذات الجراب الطويل (بيبي لونج ستوكينغ) بصفتها شخصية الأنا خاصتها لكونها "أقوى طفلة في العالم" وبصفتها شخصية يتيمة وُلدت من مأساة وأصبحت طفلة مستقلة ولديها أفكار ثورية تكشف نفاق الكبار. كتبت الأديبة السويدية أستريد ليندجرين قصة الأطفال هذه في عام 1944 لتشجيع ابنتها على رفض أعراف التصرفات النسائية الطبيعية. واليوم بيلبي هي الأيقونة النسوية متحررة الجنس في أدب الأطفال. ما زالت نموذجاً يُحتذى به بالنسبة للشابات والشباب وبالنسبة لأطفال الذين يحبون تقمص شخصيتها في يوم الكتاب العالمي وفي أعياد مثل عيد الهالويين وعيد المسخرة.
في العمل الذي انتجته يافمان بالتعاون مع تانيا شلندر، وهي فنانة من الدنمارك، حولت بيلبي إلى بطلة نسوية معاصرة. تانيا التي تظهر في فيلم بيلبي ذات الجورب، أقوى طفلة في العالم! في أبو ديس تم توثيقها أثناء محاولتها العبثية إزاحة الجدار الفاصل الذي يفصل بين إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية. تلك الطفلة- المرأة القادرة على كل شيء تحاول بنوع من السذاجة دفع الجدار الأمني الهائل لكي تُحدث التغيير بفضل قواها. يافمان وشلندر تستخدمان الجدار الفاصل كرمز لشيء عنيد لا يمكن تغييره في السياق المحلي الشرق أوسطي. إنهن يطمحن إلى تشجيع التفاعل مع الناس الذين يعيشون بجانب الجدار للتعبير عن تعاطفهن. من خلال هذا اللقاء تصر بيلبي على خلق واقع جديد.
بيلبي كما تتقمصها تانيا هي شخصية تتمتع بحساسية كبيرة وتعاطف مع الكون. في الفيلم الجديد، الغابة المحروقة، المعروض لأول مرة في هذا المعرض، يتم وصف بيلبي وهي تتمشى في الغابة المحروقة وتنعى الأشجار، تضمها وتصغي إليها وتسجلها. الفيلم يبرز ان الانتقال إلى الحروب المُحزنة وتدمير الأشجار هو أيضاً خطرعلى مستقبل البشرية.
كما في عملها مع شخصيات رئيسية في مشاريع أخرى، فهنا أيضاً وبالتعاون مع شلندر، تعود يافمان إلى تصوير بطلتها على امتداد عدة سنوات. هكذا تتلاشى الحدود بين الخيال والواقع وبين العمل الخيالي والتوثيق، وبين الشخصية والإنسان الحقيقي من خلفها.
هذا المشروع يواصل تعامل يافمان مع مواضيع الانتماء للمجموعة وشعور الغربة، البحث عن "أنا الحقيقي" للفرد في مجتمع مقيِّد والانجذاب الإنساني نحو المختلف. على حد تعبيرها "أنا اهتم بالهوامش بكل انواعها- اجتماعية، نفسية وجندرية. يهمني التعامل مع التجاذب بين التيار المركزي وبين الهوامش والتعامل مع النقد الاجتماعي تجاه موازين القوى في مناطق مختلفة".
هذه الثنائية من التمرد إلى جانب التوجيه إلى التوافق هي ما يميز أعمال يافمان على امتداد سنوات. واحيانا يرافق ذلك التجاذب ما بين شعور عدم الانتماء والغربة وبين الرغبة بالانتماء.
النص: نوعا فالكر
رونا يافمان من مواليد حيفا عام 1972؛ تعيش وتعمل في نيو يورك، الولايات المتحدة، وفي كريات طفعون
تانيا شلندر من مواليد 1974؛ تعيش وتعمل في كوبنهاجن