يحاربن مصيرهن
معرض جماعي
السبت, 21.12.19, 20:00
السبت, 01.08.20
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800يسعى هذا المعرض إلى تفحُّص التمثيلات الرمزية للمرأة بالنظر على مباني القوة القمعية في عصر العولمة الحالي. يتطرق الفكر النسوي المعاصر كثيراً إلى هذه التمثيلات، حيث يطالب بتغيير الأنماط الأساسية القائمة بين الأجناس، وذلك بناءً على نقد ثوري مفاده أن هذا التفرع الثنائي رجل/ امرأة يمنح الشرعية لدحر قوة المرأة الاجتماعية- السياسية.
العالم الاجتماعي بوردييه يدعي انه وبرغم النشاط النسوي الناجح فقد ظلت الهيمنة الرجولية قائمة، ذلك لأن السيطرة الرجولية مؤسسة على تجذُّر فئات التفكير ومخططات التصنيف "الرجولية" في وعي المجتمع بأكمله. هذا ما يفترض مسبقاً استسلام النساء المتوقع الذي يمنع مسبقاً دخولهن إلى المعترك السياسي. وحتى حين يحدث ذلك ففي كثير من الأحيان لا يتقبله الجمهور بشكل إيجابي.
يسعى هذا المعرض إلى التشديد بشكل خاص على تمثيلات النساء من دول العالم الثالث والعالم الثاني سابقاً. في صلب هذه الأعمال هناك نقد نسوي ضد العولمة. إنهن شريكات في الدعوة إلى بلورة مفهوم جديد لطرائق العمل النسوي العالمية تجاه النضال المناهض للرأسمالية.
الأعمال في هذا المعرض تضعضع الصور المطوعة في الإعلام لخدمة الجهاز السياسي الأبيض الرأسمالي المُفرط بامتياز لأجل تأسيس سيادته العالمية. هكذا على سبيل المثال نجد المرأة الشرق أوسطية مُمثلة غالبا بصورة امرأة تضع النقاب على وجهها وعديمة الصوت وضحية مستسلمة وعاجزة. خلافاً لذلك نجد المرأة الغربية معروضة بهيئة المرأة المتحررة. بل وتتبوأ أحياناً مراتب قوة في المنظومة المتشددة للاحتراب العالمي (مثل صور نساء من الجيش الأمريكي والجيش الإسرائيلي).
بهذه الطريقة يعمل الإعلام على نسخ المفهوم الثنائي المشبع بالعنف الجندري والعرقي بين النساء على جانبي المتراس. وسائل الإعلام الصورية تخفي الخطاب الأبوي والحقيقة البسيطة بأنه لم يطرأ أي تغيير على دور النساء في عصر الحرب المعولمة: فالنساء لم يبقين مُخضعات وحسب لذلك المنطق السيادي، بل تحولن إلى وكيلات ناشطات لصالح ذلك المنطق.
الخطاب الدائر حالياً يتناول الافتراض الخفي بشأن تفوق الحضارة الأوروبية التي لا زالت محفوظة في عصر ما بعد القومية. تناول النقد في هذا المجال يبرز كذلك في أعمال معروضة في المعرض لفنانات من الدول الشيوعية سابقاً. يرتبط هذا الخطاب بظاهرة العنصرية الجديدة التي يتم ترجمتها إلى اشكال من التمييز والتحقير والعنف المؤسسي تجاه المهاجرين المتوافدين إلى أوروبا. وفي هذا السياق يتم التطرق إلى الفقر وعزل المهاجرين وسياسة الإقصاء الأوروبية تجاههم – إنه واقع قاس ومعقد بشكل خاص بالنسبة للمرأة.
الأعمال المعروضة في المعرض تحتج على عمليات الإقصاء التي تُمارس بحق النساء المهاجرات وتُلغي قوتهن وتأثيرهن السياسي، الثقافي والعاطفي. تُكثر الفنانات استخدام الفكاهة كطريقة للتعاطي ووسيلة للسعي نحو ضعضعة القيم الحضارية المتحجرة وتأسيس الأنا كذات مهجنة. يبدو من أعمال النساء أنهن بحاجة إلى ابتكار تكتيكات مميزة لأجل بلورة مفهوم إيجابي تجاه أنفسهن لكونهن أضعف من الذات القوية ذات الأصول الغربية. واقع كونهن "مهجنات" بين العوالم تنعكس في أعمالهن.
في عصر الهجرة العالمية الحالية تضعف مكانة المرأة حين تُمنح حق الاختيار ويُسلب منها هذا الحق في آن واحد. ففي الديناميكية السياسية العالمية يضمن القانون ظهور رفيقتها المُنكرة: العنف. في مواجهة فكرة الغرب العسكرية الذكورية الدفاعية، فإن الرؤيا النسوية المعاصرة تقترح مفهوم "الأمن البشري" الذي يشمل التحرر من الاضطهاد، التمييز والقمع وتنمية حرية التعبير والعلاقات الاجتماعية والشخصية. ولأجل تحقيق هذا الأمر فإن الفنانات يؤيدن التمرد كاستراتيجية انطلاقاً من القناعة بان بمقدورهن خلق خارطة سياسية جديدة ورؤيا جديدة. وفي أعمالهن نجد المرأة تحارب مصيرها كمواطنة وكلاجئة في آن واحد.