التضامن كأسلوب للعمل
معرض جماعي
السبت, 21.12.19, 20:00
السبت, 01.08.20
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800كتابات كثيرة صدرت في موضوع التضامن النسوي بصفته مبدأ تأسيسي يتيح للذات السياسية إمكانيات للعمل في مناطق مختلفة لجل دفع النضالات انطلاقاً من قاعدة انتماء آمنة. مصطلح التضامن على تعدد أشكاله بات يُستخدم في السنوات الأخيرة كإطار لنقاشات في أوساط المجتمع النسوي. الدعوة إلى التضامن تعتمد على مطلب تفكيك التنافس القائم ظاهرياً في العلاقات بين النساء. الحاجة إلى التغيير تنبع من القناعة بان حالة التنافس هذه هي تعبير واضح للعقيدة القائلة بان اكتساب القوة والسيطرة على الموارد يمكن أن يتحقق فقط من خلال الانضمام لمن بيدهم القوة، أي- الرجال. وفي أساس هذه العقيدة هناك تعاطف رجولي.
المفكرة النسوية الشهيرة أدريان ريتش تعرِّف ذلك بصفة "تذويت مبادئ المُحتَل". ما يعني أن النساء يضعن أنفسهن تحت الرجال دون الالتفات إلى الخواص التي قد يجلبنها معهن إلى الحالة القائمة. والنتيجة هي قبول حالة التنافس او "حالة التعددية الزوجية" كحالة طبيعية وحتمية. "حالة تعدد الزوجات" تُضعف الأخوة النسوية بطريقة "فرق تسد". بكلمات الناشطة والمنظرة النسوية بيل هوكس: "يعلموننا بان النساء معاديات "بطبيعتهن" الواحدة للأخرى وأنه لن يكون هناك تضامن بيننا أبداً لأننا غير قادرات ولسنا بحاجة له ولا نتوافق الواحدة مع الأخرى ..[...] وعلينا التنصل من هذا الاشتراط إذا رغبنا ببناء حركة نسوية لائقة. علينا ان نتعلم كيف نعمل بتضامن".
الدعوة إلى التضامن تكتسب أهمية بالغة إزاء المحاولات المستمرة لتوثيق العلاقات بين النساء في الشمال العالمي وفي الجنوب العالمي. زُعِم في الخطاب ما بعد الاستعماري أن المشروع السياسي الغربي عموماً والنسوية على وجه الخصوص يستخدمون أعرافاً غربية تكرس النظرة الاستعمارية الإمبريالية للغرب تجاه الحضارات الإسلامية والأخرى. تعتقد باحثات مرموقات في مجال الجندرية والنسوية، امثال ليلى أبو لُغد، ان المفاهيم النسوية وتجذرها في الخطاب الليبرالي الذي يعتبر جزءً من الخطاب الاستعماري. كذلك من وجهة نظر سيمونا شاروني ورباب عبد الهادي فإن النسوية عابرة القوميات تقف إزاء تحدي ينبع من انعدام الحس لدى ناشطات نسويات في الشمال العالمي تجاه مستدقات الاختلاف الحضاري بينهن وبين ناشطات نسويات من الجنوب العالمي.
نقد الخطاب ما بعد الاستعماري للنسوية الغربية يختزل إمكانية قيام نقاش له قيمة ووزن بخصوص إمكانية قيام مبان بديلة من التضامن بين مجموعات النساء المختلفة. انطلاقاً من هذا الإدراك فإن المعرض الحالي ينظر في دعوة الحركة النسوية المعاصرة إلى صياغة "نقد مغاير" يفتح مجالاً سياسياً لأصوات كثيرة. الفنانات المشاركات في المعرض يعرضن التحدي النسوي لخلق خطاب يتيح الإثراء المتبادل بين أشكال العمل المتعددة التي تخلق النساء عبرها فضاءات للحرية الجندرية، الإنسانية، السياسية والاجتماعية. أعمالهن تشجع فكرة التضامن كطريقة عمل تربط بين النساء على أساس قوة مشتركة وموارد قوة.
من خلال دعوتهن إلى التضامن تعرض الفنانات في أعمالهن رؤيا نسوية ثورية تنادي بقيام مجتمع صالح بوسع كل فرد فيه بتقديم نفسه بشكل حر ويحظى بالاعتراف بقيمته الحضارية. الرؤيا النسوية تتجلى في النقاش الجريء بحد ذاته في أشكال القمع التي تُمارس على النساء في العالم الثالث العصري عموماً وفي محيط الشرق الأوسط على وجه الخصوص. تسعى الفنانات للتعالي على عوائق سياسة الهويات لصالح سياسة نسوية متعددة الثقافات للتعاطف والانتماء والتغيير الاجتماعي.