التاريخ

النسوية في العصر العاب-للقومية

السبت, 21.12.19, 20:00

السبت, 01.08.20

:

سفيتلانا رينجولد

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

"النساء اللاتي يتصرفن بطريقة لائقة نادراً ما يصنعن التاريخ" – لقد تبنى الخطاب النسوي هذه المقولة منذ عام 1976 حين نطقت بها المؤرخة لورل تاتشر أولريخ. فمنذ بداياته سعى الفكر النسوي إلى التحرر من الاشتراطات الاجتماعية الخانقة من خلال ممارسات عملية تشق الطريق للخروج من واقع السكوت والتسليم إلى وضع الكلام والاحتجاج. هذا الموقف يخرج متحدياً "خطاب اللطف" الذي يصوب نحو ساحة تضارب المصالح السياسية والاجتماعية. ومغزاه في سياق النساء هو الرغبة في "جعلهن لطيفات" وربطهن بعالم العاطفة والمحيط البيتي لأجل سلب قوتهن السياسية.

في مركز مجموعة هذه المعرض يعلو السؤال: أحقاً بعد النضال النسوي المتواصل حدث انقلاب في أدوار الأجناس التقليدية في الفضاء السياسي؟ً تسعى المجموعة إلى عرض الطرق التي تستخدمها الفنانات لأجل خلق فضاءات جديدة للحرية وللتعاطي مع التسويات المُجندَرة للقوة. هل بوسع النساء حقاً تكوين التاريخ البديل والقيادة مستقبلاً إلى ثورة حقيقية؟

المنظرة روزي بريدوتي ألمحت إلى ضرورة إنتاج جيل جديد من ذات لها معرفة نسوية جديدة تشمل مواقف جديدة حيال معرفة العالم وتجسيده؛ جيل أصوات تجرؤ على خلق قوة سياسية تنم عن امل لمستقبل آخر. تؤكد هذه المجموعة على أن التضامن النسوي قادر على تأسيس نظام جديد يتعالى فوق الحدود والتجمعات والعوائق. إنه يؤشر إلى الحاجة لتحديد العوامل المشتركة والمختلفة التي تؤثر على النساء من دول وحضارات وانواع جنسانية عديدة وبلورة رؤيا ثقافية تتيح تأسيس فضاء جماعي بديل.

يرتبط هذا النقاش بعصر ما "بعد القومية" وهو مصطلح بدأ يتنامى في سنوات التسعينات على إثر حركة الهجرة العالمية الواسعة – خاصة نتيجة النزاعات العنيفة في دول البلقان والشرق الأوسط وغيرها من الدول. ما اتاح نشوء خطاب عن هويات جديدة كذلك في السياق النسوي. على حد تعبير الباحثة طال ديكل فإن "قانون الأوروبية المتعددة ما زال متصلباً ومهمشاً وعلى الرغم من تغلغل خطاب التعددية الثقافية عموماً والخطاب النسوي على وجه الخصوص، وكذلك في ظل بروز قضايا مشتعلة مثل الهجرة داخل القارة الأوروبية والهجرة إليها، فإن الهيمنة التقليدية لا تتنازل عن مكانتها المميزة".

العديد من الفنانات المشاركات في هذه المجموعة يعبرن عن موقف حسبه لا يمكن بعد تجاهل المجموعات مكبوتة الصوت والمُهمشة – مثل المهاجرات، نساء من العالم الثالث او نساء عشن في أوروبا الشيوعية سابقاً. تعرض الفنانات خطاباً مركباً يتناول عالم النساء بالميل إلى الفضاءات الجغرافية، الحضارية والنفسية المختلفة. العديد منهن يستخدمن أجسادهن الخاصة ويدمجن تواريخهن الشخصية كمادة خام.

الأعمال في هذه المجموعة تشدد على كوْن المرأة ناتج هجين لهويات لا تتوافق مع بعضها البعض. إنهن يتعاملن مع صراعات مشتقة من النظرة الثقافية التي تميل على تفضيل التعريفات الصارمة للهوية. فوجود الهجائن يشجع ممارسات المعارضة وخلق فئات لهويات وهو متعارض بطبيعة واقعه المفهوم الغير مرِن لمصطلح "الهوية". في إسرائيل أيضاً هناك ميل فني معاصر يسعى للابتعاد عن التقسيم إلى مجموعات هوية محددة – مثل الشرقيات، المثليات، المتدينات، الفلسطينيات وما إلى ذلك من هويات جماعية. هذا ينبع من الإدراك بان الانشقاق لمجموعات يُضعف التضامن والقوة السياسية.

هذه المجموعة تتفحص التحديات الماثلة أمام الفكر النسوي المعاصر، الذي يطمح إلى تقديم منصة فاعلة تتيح حوارات جدية بين المجموعات وبلورة معرفة نسوية جديدة. في هذه الأيام تزداد القناعة بأن الفكر النسوي هو موضوع عالمي كما وصفته الباحثة تشيندرا تيلفا موهانتي: "الآن يجب النظر في 'متنوع حالات الاختلاف المتشابهة' بالنسبة لحالة النساء – تنوع ينظر في المعايير المتماثلة بين وداخل الحضارات، الطبقات، الأديان، أنواع الجنسانية وغيرها. هذا 'الاختلاف 'المتماثل' بين النساء المرتبط بسياق، المركب والمرِن يستدعي أساليب جذابة لخلق فن نسوي في عصر ما بعد القومية".

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك