"دونالد ترامب: فتى المُلصق"

السبت, 30.03.19, 20:00

الأربعاء, 06.11.19

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

يتناول هذا المعرض مكانة المُلصقة (بوستر) في عصر الإنترنت الذي خلق فضاءاً جماهرياً جديداً لا حدود واضحة فيه بالنسبة لما يمكن نشره وأين يُنشر. مواقع الفيسبوك، الإنستغرام واليوتيوب تختار فرض الرقابة على المواد التي تستضيفها وفقاً لخطوط موجهة تحدد ما المواد التي من شأنها المساس بالمجتمع، لكن الكثير من المواد تتملص من رقابة "الأخ الكبير". الإعلان التقليدي الذي تعود أصوله إلى عصر اختراع الطباعة يعود إلينا بحلة جديدة على هيئة تصويرة "صيغة مُقلدة" أو "دعوات" تصاحب الدعاية لمناسبات، او كتصويرة مصممة مباشرة لعرضها على منصة مثل الإنستغرام. المصممون والفنانون يوظفونها ويطوعونها للتعبير عن احتجاج ونقد على منصات مختلفة- في المجلات، الإنترنت، والمعارض وبالطبع على جدران الشوارع.

إحدى الشخصيات التي يُكثر الفنانون استخدامها لهذه الأغراض هي شخصية دونالد ترامب. فالرئيس الأمريكي الحالي أصبح بمثابة "فتى مُلصق" يمثل الحقائق الكاذبة، الحقائق المسوفة والعناوين الزائفة. العديد من الفنانين والمذيعين والمحللين والكوميديين اختاروه كرمز للواقع السياسي الحالي، حيث يجوز لكل فرد ان يختار ما يصدقه ويعتقده دون أي حاجة لمعلومات موثوقة. عملياً يتم اعتبار المعرفة أمر فائض ولا حاجة به، بينما "الحدس" والأقاويل "حقيقة" يتم تقبلها بالترحاب.

يُنظر إلى السياسيون سلفاً ككذابين ومن المفترض ألا جديد في هذا الأمر. لكن يبدو ان الجديد هنا هو أن ترامب يُعتبر كذاباً رديئاً للغاية وبلا ذوق، يقع في الخطأ المرة تلو الأخرى. الأديب مارك توين زعم أن الكذب هو "حاجة ضرورية في ظروف وجودنا". نحن نشهد الآن أفول فن الكذب، حيث بات الكذابون في عصرنا "مستهترون وغير متماسكون". يبدو ان هذه الميزة تبرز على نحو صارخ في شخصية ترامب.

يمكن الاطلاع في هذا المعرض على عدد من التعقيبات المباشرة على الرئيس ترامب. ماريسا ماسترا تتطرق إلى العلاقات بين أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب وأقواله العنصرية والإقصائية. فنان الشوارع بلاستيك جيزس أبدع مطبوعة يظهر فيها ترامب وهو يصرخ بنا للامتثال له استناداً إلى التصويرة الشهيرة للملاكم "أندريه العملاق" في عمل فنان الشوارع والمُصمم شفيرد بييري. أما لاهاف هليفي فقد وضع وجه الرئيس كخلفية لنص مكتوب "زيفت الأخبار اليوم، يا ويلي" على شكل مختلف لكلمات اغنية فريق البيتلز الشهيرة. وفي تصويرة مرفقة بدعوة لحفلة على غرار موضة الكوك شوك، "forever blond" (أشقر للأبد) تظهر تصويرة لترامب بشعره الشهير الذي يبدو هنا أشقر بشكل خاص. والكتابة تذكر عبارة "forever young" (شاب للأبد)، وبذلك تسخر من شخصية الرئيس ومن تمسكه بشعره الذي بات علامته البارزة. في هذه الحالة فإن مظهر الشعر المضلل والكاذب هو كالإنسان ذاته، أشبه بالـ "fake news" (أخبار ملفقة).

 

كتبت النص: عنات مرتكوفيتش

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك