ساخن-بارد-سائل-صلب
المعرض الفاعل الجديد يتناول الفن الناتج بعمليات الصب. تُعرض فيه أعمال حديثة من مجموعة المتحف وأعمال مقترضة لفنانين معاصرين. تم إنشاء هذه الأعمال بمجموعة متنوعة من المواد وأساليب مختلفة – من تقنيات قديمة مثل صب البرونز, الشمع, الخزف والجبس حتى التكنولوجيات المتقدمة من صب البوليمرات.
كيف تلمس عملية إنتاج الصب الواقع الثقافي والمادي في ايامنا؟ في العالم الذي نعيش العديد من الأغراض مصنوعة بالصب - أسس الخرسانة للمباني التي نعيش فيها, أواني الطهي من الصلب والألمنيوم, الأثاث المصنوع من البلاستيك, الصناديق, لعب الأطفال, المثلجات, الحلوى والعديد من الأشياء الأخرى. مواد بلاستيكية جديدة تظهر كل الوقت على رفوف المصنعين وتستدعي ميزات جديدة من المتانة, الألوان والملمس.
الفنانين الذين يختارون العمل بالصب يأخذون على عاتقهم سير عمل طويل ومعقد, مكلف غالبا, يقوم على استخدام الموديلات والقوالب. المادة المصبوبة تتحول من سائلة ومرنة إلى صلبة وقاسية. هذه العملية تتطلب عادة عدة مراحل حتى ينبثق التمثال من القالب, مثل فراشة من شرنقة.
المعرض يتيح للزوار فيه, وخاصة الأطفال, التعرف على السر الكامن بانتقال المادة من السائل إلى الصلب ويعكس القوة التعبيرية للفن الذي يتم إنشاؤه في عملية الصب. المعرض يجمع بين الصلابة, المقاومة وبرودة البرونز مع الليونة والدفء للشمع؛ البياض النقي للجبس مع اللمعان اللطيف للخزف ومع التلون الصناعي لمسبوكات البوليمر. فهو يربط بين مسبوكات صغيرة ونحت كبيرالحجم, بين أغراض من عدة نسخ وبين مسبوكات متفردة, بين التكنولوجيا ولمسة الفنان.
اللقاء مع الأعمال يثير العديد من التساؤلات بشأن الخصائص الأساسية للمواد, والعملية المعقدة التي ترتكز على تحول المواد من حالات تراكم مختلفة وعن استخدام الموديلات والقوالب, وعن معنى الصب كتقنية للنسخ والاستنساخ, والعلاقة بين الغرض الأصلي والمسبك, وكذلك عن مَرتبة المواد في العالم المعاصر, ما بعد الحداثة, والذي يتميز بالتكنولوجيا المتقدمة للغاية.
الأعمال المعروضة تتنقل بين عالم مشخصات بشرية وحيوانات حتى أغراض يومية. عمليات التحويل والنسخ تثير تساؤلات حول العلاقة بين الطبيعي والحي وبين عمل فني أبدي جماد. كيف يتغير معنى الغرض للاستخدام اليومي والشعبي عندما يصبح عمل فني مصبوب؟ لماذا نرغب بنسخ الأشياء؟ هل
نحن عند الدقيقة الأخيرة من عصر به مستخدمة عمليات الصب, لحظات قبل أن تغير الطابعات ثلاثية- البعد عالمنا المادي بإنتاج رقمي لأغراض استعمالية مصنوعة من البلاستيك؟
وضعت عند مدخل صالة العرض محطة تجسيد لقوالب صب. أوراق تعليمات تدعوكم إلى التعميق والتأمل بالأعمال في المعرض. محطات إبداع ولعب في ورشة النحت المهنية تمكن التعرف بشكل فاعل على مجموعة واسعة من استخدامات الصب كعملية فنية. في ورشة العمل موجودة أيضا أفلام فيديو توضح سير العمل المتنوع في مسابك مهنية.
نتمنى لكم زيارة ممتعة ومثرية
عادي شيلح
وطاقم التربية لمتاحف حيفا