الطاقة لا تختفي أو تتبدّد وإنّما يتغيّر شكلها فقط. في الواقع، منذ الانفجار الكبير، لا يزال الكون بنفس الكتلة، وهو لا يُغيّر سوى شكله وحالة تراكمه. تعود إيلا ليتفيتس إلى الامتداد القديم للبحر الميّت وجبل سدوم، وهي منطقة لا تزال رياح الخلق تهبّ فيها. تتفحّص الموادّ التي تجدها فيها وكأنّها في خضمّ تغيير، يمكن للنشاط الفنّيّ أن يشارك فيه. منحوتات ليتفيتس ليست أشياء ساكنة، وإنّما هي كتل من الموادّ في تغيُّر مستمرّ، فحتّى وأنت تقرأ/ين هذه السطور، يتغيّر شكل المعرض ببطء: مياه مالحة تقطر، زنجار يتشكّل، مغنيسيوم يتأكسد. مثل الجسم البشريّ، البحر الميّت والكون برمّته، فإنّ الفنّ أيضًا موجود في خضمّ صيرورة مستمرّة للتحوُّل إلى شيء آخر.
سيرورات التكوّن عنيفة: نجوم تنفجر، موادّ تُذيب بعضها البعض، وقوى متضادّة يبدو أنّها تتصارع بعضها مع بعض. وفي خلفيّة هذا الصراع المادّيّ الطبيعيّ، تُسمَع أصداء الحرب البشريّة المطلقة، حرب الخير المطلق ضدّ الشرّ المطلق. على صوت البوق، يفسّر عمل الساوند الذي تقدّمه ليتفيتس النبوءة عن حرب أبناء النور ضدّ أبناء الظلام كما جاء وصفها في لفائف صحراء يهودا. فوضى الحرب تفكّك الثقافات إلى مكوِّناتها الأساسيّة وتعيدها إلى حالتها البدائيّة. ولعلّ توق بني البشر إلى الحرب هو أحد الثوابت القليلة في عالمنا، وكذلك الأمل البشريّ في أن يبزغ النور من صميم الفوضى.
إيلا ليتفيتس
من مواليد 1982، حيفا؛ تعيش في يافا
الأعمال بلطف من الفنّانة؛
Harlan Levey Projects، بروكسل؛
وجاليري ألكسندر ليفي، برلين
08.02.25 | 12:00 ندعوكم لجولة إرشادية للجمهور العام باللغة العربية في, |